أمر الله عزّ وجل سيدنا جبريل عليه السلام بالنزول إلى الأرض لإحضار الطين، فامتثل لأمر الله سبحانه ونزل إلى الأرض وأحضر جميع أنواع الطين، الذي خلق منه سيدنا آدم عليه السلام فشكّل هيئته بيديه جلّ وعلا، إلّا أنّه لم ينفخ فيه الروح مباشرة، بل تركه حتى حلول يوم الجمعة الذي نفخ فيه من روحه لأول مرة، ففتح سيدنا آدم عينيه لتقع الملائكة له ساجدين إلّا إبليس الذي عصا أمر الله وباء بغضبه وسخطه إلى يوم الدين، وكانت هذه قصة خلق سيدنا آدم أول إنسان في هذا الوجود.
وممّا سبق نستنتج أنّ أصل الإنسان من الطين، إلّا أن ليس جميع البشر تكوّنوا على نفس الشاكلة التي تكوّن بها آدم عليه السلام، فقد خلق الله عزّ وجل حواء لتكمل آدم ليتكاثروا في الأرض حتى يحققوا الغاية من خلقهم ألا وهي إعمار الأرض، فقصة تكوين باقي البشر مختلفة تماماً عن قصة سيدنا آدم، فتبدأ قصة تكوين الإنسان بحدوث الجماع بين الذكر والأنثى، لتتكوّن بعد ذلك ما تسمى بالبويضة المخصبة في رحم الأنثى، التي تعدّ بداية تكوين الإنسان.
مراحل تكوين الإنسانتمرّ البويضة المخصبة في رحم الأنثى بالعديد من المراحل حتى يتكون الإنسان، وهي مذكورة في الآيات الكريمة التالية: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"، ومراحل تكوين الإنسان في رحم الأم هي كالآتي:
وهي مرحلة البويضة المخصبة، وهنا تسبح البويضة في وسط سائل لفترة ستة أيام، وتنغرس البويضة في جدار الرحم في اليوم السادس عشر وتبدأ بانقساماتها الخلوية حتى تتكاثر وتنتهي المرحلة.
في هذه المرحلة يحدث التكاثر للخلايا ويتصلّب الجنين ليصبح أشبه بقطعة دم جامدة معلقة في جدار الرحم، وتكمل الأربعين يوماً في هذه المرحلة.
وهنا في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين تبدأ الكتل البدنية بالظهور، وبعد انقضاء اليوم الثامن والعشرين يصبح الجنين مكوّناً من فلقات بحيث يكون مليئاً بالانبعاجات ليصبح أشبه بالشيء الممضوغ.
يبدأ تكوّن العظام التي تكسب الجنين الهيئة الآدمية في الأسبوع السابع، وهنا ينتقل من مرحلة المضغة إلى مرحلة تكوين العظام.
وهنا تكتسي العظام باللحم، إذ تبدأ العضلات بالتكوّن لتغطي اللحم.
وتبدأ في الأسبوع التاسع، وهي المرحلة التي يتم فيها نفخ الروح في الجنين، كما ينمو جسده بشكل سريع جداً مقارنةً بالأسابيع الماضية، إذ يتضخّم رأسه وأطرافه بشكل ملحوظ، وتصبح أعضاؤه قادرة على القيام بوظائفها، كما يعرف جنس الجنين ويظهر شعره في هذه المرحلة.
تبدأ هذه المرحلة بعد انقضاء الأسبوع السادس والعشرين بحيث يكتمل جهازه العصبي والتنفسي والمناعي فيها وبالتالي يصبح قادراً على العيش خارج الرحم.
في هذه المرحلة تكون جميع أعضاء وأجهزة الجنين مكتملة، بحيث تعمل على استقبال الغذاء من الأم والاستفادة منه حتى ينمو ويصبح جاهزاً للخروج من الرحم، وفيها يصبح الجنين في شهره السادس.
وفي هذه المرحلة ينهي الجنين شهره التاسع، وفيها يكون الرحم جاهزاً للاستغناء عنه وإخراجه خارج الجسم، كما في قوله جل وعلا: "ثمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ".
المقالات المتعلقة بمراحل تكوين الإنسان